الخميس، 6 أكتوبر 2011

الخبر : عشرة قتلى في ليلة رعب بالبيض

جريدة الخبر : يستعصي وصف ما عاشه سكان مدينة البيّض، ليلة السبت إلى الأحد، بعد أن فاض واد ي المدينة ومسح كل ما وجده أمامه من سكنات وجسور ومركبات، كما ألحقت السيول خسائر كبيرة بالبنية التحتية، لكن قبل كل هذا تواصل فرق الإنقاذ من المواطنين بالدرجة الأولى وفرق الحماية المدنية انتشال جثث المزيد من المفقودين

استيقظ سكان مدينة البيّض، على غير العادة، أمس في الساعات الأولى للصباح ليكتشفوا أنهم باتوا ليلتهم في مدينة شبيهة بتجمع سكاني تعرض لقصف جوي كبير، بعد أن ذابت مئات البنايات واستوت بالأرض، وتجاوز عرض الوادي ال0`2 مترا وجرف معه 4 جسور كانت تربط أطراف المدينة، غير أن طوفان السبت الأسود قطع أوصال المدينة فأصبح من المستحيل التنقل من جنوبها إلى شمالها، باستثناء ما يوفره جسر العشرين أوت المتضرر هو الآخر بعد أن تهاوت حواشيه

ومثل مئات السكنات سواء التي سواها الواد بالأرض أو التي تضررت بشكل كبير في مختلف الأحياء التي يخترقها مجرى الوادي على مسافة 11 كيلومتر من أحياء القرابة، بوخواضة، القنطرة الصغيرة، واد الفران، قصر الدجاج، رأس لكوط وباركافوراج علاوة على قصر بن خيرة، فإن صور الدمار متشابهة فقط الضرر يبقى أكبر بالمساكن القريبة من مجرى الوادي الذي بلغت تكلفة إنجازه حوالي 300 مليار لحد الآن. وتقاطعت شهادات السكان وخاصة كبار السن منهم على أنهم لم يسبق أن شاهدوا كارثة طوفان مشابهة للتي عاشوها ليلة السبت الأسود. أما عينات من الأجيال الجديدة، فقد قالوا لـ''الخبر'' أن كارثة باب الواد بالعاصمة التي كانت تمثل بالنسبة لهم ''مرجعا'' في الخطورة فقد استبدلوا هذا المرجع منذ السبت الماضي ''بكارثة واد البيّض بدل باب الواد''. صور مأساوية تتكررعلى ألسنة شهود عيان تنقلت صورة عون الحماية المدنية ''بالكحل '' الذي، غالبته الأمواج الطوفانية بعد أن خلّص سيدة من الموت بحي المنظر الجميل في حدود السابعة من مساء السبت، لكل البيوت والتجمعات، غير أن جسد شهيد الحماية المدنية لم يعثر عليه لحد الآن بعد أن آثر الموت لإنقاذ سيدة كانت تغرق وسط ذهول السكان। أما رب عائلة ''محبوبي'' الذي زارته ''الخبر'' أمس بالطابق الرابع لمستشفى البيّض، فلم يمل من الحديث عن شاب فلسطيني يقيم بالبيض يدعى ''فارس''، خاطر بنفسه ورمى كل ملابسه وسط درجة برودة لا تطاق لنجدة عائلة محبوبي بكل أفرادها، حيث وجدناهم بجوار والدهم تحت هول الصدمة غير المسبوقة.
ولم تحدد السلطات المحلية لولاية البيض العدد النهائي لضحايا هذه الفيضانات، حيث وصل عدد الضحايا مؤقتا إلى 10 قتلى، في الوقت الذي تواصلت فيه طيلة نهار أمس الأبحاث عن المفقودين الذين جرفتهم السيول

وتحدث والي البيض لـ''الخبر'' في التاسعة من صباح أمس، عن رقم مؤقت للضحايا، لكن بعد هذا التصريح بساعتين تلقت ''الخبر'' مكالمة هاتفية من رئيس جمعية معروف محليا تحدّث فيها على أنه عثر رفقة أصدقائه على جثتين بالمكان المشهور محليا ''برحيم'' بالقرب من القطرة الصغيرة. وفي هذا الوقت ومثلما قال الوالي، فإن كل الأرقام مؤقتة في انتظار ما يرسل رسميا لوزارة الداخلية وهذا علاوة على شاب توفي بالقرب من سد بريزينة لم يعثر عليه أيضا. ولحظتها كان مواطنون يفتشون مركبة بواد باركافوراج جرفتها السيول. وتلقت ''الخبر'' العشرات من المكالمات عن مفقودين من جيرانهم خاصة بحي القرابة وواد الفران وكذا بوخواضة الأكثر تضررا لحد الآن، ويمثل سكان هذه الأحياء نسبة عالية من عشرات الجرحى نقلوا إلى مستشفى البيّض. وقد وصل عددهم في صبيحة أمس رسميا إلى 138 متضرر وجريح. وأغلقت السلطات العمومية المؤسسات التربوية نتيجة تضرر الكثير منها وكذا نتيجة تخصيص بعضها لإيواء المنكوبين الذين يتزايد عددهم. وأمام هذا الوضع خصصت السلطات بناية مصنع الأحذية وغرف به وتحدثت عن توفير مستشفى ميداني جاهز حسب الوالي لتقديم المساعدة للمنكوبين.

هناك 5 تعليقات: