الجمعة، 25 فبراير 2011

أصداء وصور في ندوة جمعية الكلمة: المدونون .. تحدي من أجل عطاء و تغيير واضح المعالم

اجتمع المدنون في لقاء رابع من تنظيم جمعية الكلمة ببني مسوس ، تحت شعار لماذا أدون؟ ودور التدوين في توعية وتعبئة الرأي العام ، و في الجولة الرابعة من الاجتماعات التي يجتهد المدونون لجعلها لقاءات لتبادل الأفكار والآراء و صنع خارطة من أجل التعريف بنشاط التدوين ، ظهر مدى التناسق الكبير بين المشاركين رغم اختلاف الأطياف والتوجهات و زوايا التدوين ، حيث ضم اللقاء تسع مدونين شباب و عاشت قاعة الجمعية نقاشات و تبادل للأفكار والتواصل بين الحضور والمشاركين .

نقاش أكاديمي و موضوعي يبشر بخير

من الفايس بوك كانت بداية  رحلة التواصل ، اختار كل واحد منهم عالم التدوين من أجل مساحة للتعبير عن الرؤى و البحث عن الذات و النفس ، و هو العالم الذي قربهم و جعل منهم إخوة و أصدقاء ...اختلفت اختصاصاتهم و هواياتهم ومهنهم و توحدت طموحاتهم  و  حبهم لوطنهم الذي ميزه براءة الطفل في حبه لأمه ، ...وقوة الحب والتمسك كحب الام لأولادها ، ..تطور ذلك التواصل الى لقاءات و اجتماعات أخافت البعض ممن لا يعرفون التدوين وكانت وقت الجزائر أول باب يفتح لاستقبال الشلة و الاصدقاء ، حدث التعارف ليفتح الشهية نحو لقاءات أخرى فجاء المهرجان الدولي للمسرح ليفتح بابا آخر بعد مجهودات الشاب النشيط يوسف بعلوج ، واستمرت اللقاءات لتختمها المدونة شجون الثائرة الحزينة و تفتح باب جمعية الكلمة التي يترأسها الأخ عبد العالي مزغيش و يكون اللقاء و النافذة التي جعلت من الندوة تكملة كي لا تقع في فخ الاعادة والاجترار .

يوسف بعلوج : شعلة في مكانها الأصلي ..وفي وقتها المناسب 

بداية الندوة و شعلتها كانت لابد أن تكون من الشعلة حتى لا نبخس الناس أشياءهم أو ننكر مجهوداتهم ، ويوسف  بعلوج  الذي يبحث عن المكان و العنوان و الدور و الأهمية و القيمة الحقيقية لواقع التدوين في الجزائر  كان في يومه رغم التعب و المعركة من أجل حق زملائه المضربين التي يشارك فيها ، لكن يوسف كان مستاءا من الذين يقللون من شأن التدوين ويمارسون سياسة التعتيم لأنه خطر على مستقبلهم و مصالحهم ، حيث اعتبر هذا "الشعلة" أن التدوين هو حكاية قضية ورأي و اعلام آخر لا يشوبه مصالح و لا حساسيات ، هو عالم تواصل وتكاثف ، ليدخل في عالم تجربته التدوينية التي تأثر في بداياتها بالتجربة المصرية و ما يفعله المدونون في مصر وتزامنت مع حرب تموز 2006 ، يقول يوسف أن التجربة أثرت فيه وحركت وجدانه فوجد نفسه مدونا و هو الشاعر و الكاتب .
 يضيف يوسف بطلاقته أن مدونته كانت خربشات فهو حر في مساحته و عالمه ، و لا يريد لأحد أن يقيد تلك الخربشات بمعايير و قواعد ،.
يوسف الحاضر في كل اللقاءات أراد أن يعطي تعريفا لعالم التدوين وأراد أن يستنكر كل من يفرض قيودا أو يمارس تعتيما سواء كانت صحافة أو أي سلطة أو مجموعة ، يواصل يوسف أن التغيير المنشود لا يمكن أن يدعو اليه اشخاص مجهولون لا نعرف أهدافهم و لا نؤمن بطريقة تعبيرهم و أسلوب نداءهم لأنه يعتبر أن التغيير لا يمكن أن يكون بالتقليد للآخر أو تكملة لمشوار مجتمع آخر يختلف كثيرا عن بلد اسمه الجزائر .

داود نجار : يحدث التغيير حين نعرف قيمة عقلنا لنضعه في المكان الوجهة المناسبة

من حظنا و من حظ الحضور أن يشارك صحفي بتجربة 30 سنة في رحلة البحث عن الحرية و العدالة في هذه الندوة ، والحاج داود نجار مدير جريدة الواحة و الذي قرر الدخول في عالم التدوين كان محللا و مبرزا دور العقل و علاقته بالتغيير ، نجار كان يركز على نقطة هامة قبل أي تغيير و هي أن نغير أنفسنا و نعرف قيمة عقولنا وقدرتها على التمييز ، وحين نصل الى هذا ستبدأ رحلة التغيير ، و يضيف أن التدوين أجمل مشروع و عمل بعد التمييع الذي حدث للصحافة لكنه يرى أن لا يقع المدون في ذات الخطأ ويعرف كيف يحلل و كيف يغير ؟ و يلتزم بأخلقة نفسه و رزانة العقل لأنهما أساس تغيير الذات و اكتمال قيمة العقل .

منير سعدي : ثورة الصمت أم صمت الثورة
 التدوين حكاية عشق للكتابة وللحرية و الحقيقة لهذا كانت بداية منير من مدونته صمت الثورة كعنوان سنة 2005 من أجل مساحة يرى فيها فيها ذاته ، لكن منير لا يزال يبحث عن أسباب الصمت رغم انه يتحدث كالثوار الغاضبين ، بداية منير مع التدوين كانت مقالات عن واقع يعيشه لتتحول الى واقع من يعيشون حوله وطموحات جيله ، وإن كان العنوان صدفة او مجرد عنوان فالأكيد أن العنوان هو تعبير عن ثورة موجودة داخل منير يبحث عن تفجيرها بطريقة هادئة وبقلم حكيم رغم صغر سنه و رجاحة عقله ، فهو يرى أن الثورة يجب أن تكون لكن ليس كما يرد الآخر بقدر ما نريد نحن ..أنه صمت ثورة تبحث عن تغيير في صمت .

عبد النور دحماني : ارهاصات لشاب يبحث عن عنوان كبير

مدون آخر هو حلقة من حلقات تبدو أنها في رحلة البحث عن التغيير و خلق مساحة من أجل تبادل الرؤى ، عبد النور دحماني المصور البارع  وصاحب تجربة المنتديات التي نقلته الى عالم التدوين ، يرى أن التدوين بدأ يخلق مساحة ويفرضها على المجتمع و أن ارهاصات هي بداية تدوينية من أجل الانضمام الى الباحثين عن الحرية  و كشف واقع الجزائر ، و يعتبر أن اللقاء الأول الذي يحضره هو بداية لتجربة جديدة و حضوره مساهمة لتأييد و أخذ تجربة ، و عن إرهاصات أبى أن يجيب عن فحواها لأن عنوانها هو تعبير عن جوهر عبد  النور قد يحقق الكثير.

ليلى الصامتة تختار الاختلاف في مختلفة

تاء التأنيث التدوينية كانت في حضور ليلى التي اختارت أن تكون مختلفة في مدونة أسمتها مختلفة ، فليلى الصغيرة تكلمت كسياسية محترفة متحكمة في كلماتها وأفكارها و بدت أن وزن الكلمات هو وزن لعقل قادم بأفكار شبابية متزة ، تقول ليلى أن بدايتها التدوينية كانت أدبية لتتحول الى شبه سياسية في وصف الواقع المحيط بها ،وكبرت" المختلفة" وأصبحت  سياسية .
ليلى الطالبة الجامعية قالت أن التدوين هو عالم خاص ، لكن كلماتها بالعربية يبدو أنها لم تتناسق لتخرج كل ما في جوهرها حيث تأمل أن تكون مدونتها بالانجليزية لأنها طالبة اختصاص انجليزية ، وهو ما برر بحثها كي يكون التدوين متناسقا و متزامنا مع اختصاصاها ، في حق مشروع و مسموح و راقي ...ليلى دخلت التدوين مع أختها الغائبة و الحاضرة بمدونة العقرب .

شجون : شاعرة و مناضلة في عنوان حزين و أمال سعيدة 

شجون هي الشمعة المضيئة في ندوة سعت لتنظيمها و تعبت في جمع شمل المدونين القادمين في رحلة طويلة ، صاحبة مدونة شجون اكتفت بسماع التجارب و تدوين الامال و التوصيات ، لكن بدايتها الشعرية و تواصلها الفايسبوكي كان البداية حين كان الحلم هو الصحافة ، تقول الشجون أن أرادت أن تؤسس صحافتها و تقفز من السلطة الرابعة الى السلطة الخامسة أو كمال قالت أنها لن تموت ما دامت تدون .

نهاية ندوة لم تكن سوى بداية ؟
المهم والأكيد و الراجح أن الندوة المنعقدة هي بدايات أراد المدونون ان تكون تبادل أفكار هدفها التواصل و تثبيت التواصل و البحث عن عنوان متكامل متناسق ، هدفهم ليس الثورة الداعية الى تكسير فهم يفرقون بين المصطلحات والمفاهيم ، فعالم التدوين هلق لهم ذلك الجو من الوعي بما يحدث حولهم ،..هم فئة تبحث عن ثورة هادئة سلاحها قلم و مساحة افتراضية جمعتهم فجعلت منهم لحمة واحدة تبحث عن عنوان و مكان.
لذلك فالندوة هي حلقة من حلقات سابقة و لاحقة ، لأن جيل المدونين في الجزائر لا يستعجلون في المضي قدما بقدر ما يركزون على  أرضية أكثر صلابة وعهد أكثر وطنية وعقل أكثر قيمة ، لكن جيل المدونين في الجزائر يتعرضون لتعتيم  ورغم هذا يدركون ماذا يفعلون في مساحة كل واحد حر فيها و معتز بها لكن اللقاء هو لتبادل تجارب ..نقول أخيرا أن المدونين في الجزائر بهذا أثبتوا أن التدوين هو وسيلة و غاية و حب و حرية رغم كل الانتقادات التي يبدو أنها صادرة من نفوس مريضة بعنوان إحتقار الآخر ،لكن أجمل ما في اللقاء ذلك الوعي .

خالد بشار وليد









هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم ورحمة الله
    بارك الله في مسعاكم الطيب من اجل نشر حرية الكلمة والتعريف بها إنه لمن دواعي سروري أن أرى هذه المصابح تشتعل من حين لأخر لتأسس لعالم جديد إسمه تكلم أنت حر
    نشكر الاخت شجون وجمعية الكلمة أشكر كل من ساهم ولو بالقليل من أجل إطلاق هذا اللقاء للأسف ومع أنها البداية لكن نتمنى أن تكون في المستقبل أكثر تنظيم في الحقيقة عزمت أمري على التوجه من سيدي بلعباس إلى الجزائر العاصمة من أجل أن أكون فردا قريبا في هذا اللقاء لكن للأسف سوء التحضير له وقلت الوقت كان كبر سبب في عدولي عن الحضورإلى موعد أخر
    لكن هذا ليس سبب في نقد هذه المبادرةولا مبرر فدائما العمل التطوعي يجب أن يدعم مهما كانت سلبياته لأنه يؤسس بحق لعالم جديد يتحمل فيه الشباب اليوم مسؤولية النهوض بالواقع وليس الجلوس في مجالس السب له
    على العموم تقبلوا فائق التقدير ولااحترام مني علي الجزائر المدون الجديد في عالم حرية الكلمة أتمنى أن أجدكم في لقاءات أخرى حتى أشكركم صوتا وليس كتابتا دمتم ودامت حرية الكلمة بألف خير
    سلام
    علي الجزائري

    ردحذف
  2. صدقني لم أفهمك، مرة معاتبا ومرة أخرى تجيب عن عتابك ...على العموم شكرا لك على قلبك الكبير وان شاء الله تكون معانا

    ردحذف