الأحد، 17 أبريل 2011

توفيق تلمساني : نضال تدويني من أجل الجزائر

واحد من أنشط المدونين في الجزائر ، متواضع ، موضوعي في طرحه ، له طموحات كبيرة كبر تجربته في عالم التدوين ،..مشاريعه كبيرة لكنها تأخذ مساحات كبيرة من تفكيره والكثير من الوقت لتنسج خطوطها العريضة كي لا يقع في فخ المشاريع الواهية و فخ المفاجآت غير المحسوبة ،..صديق للجميع ، يحاور أي شخص يبادر و أي مبدع في بداية الطريق ، يستمع للكل ،لآرائهم ولطموحاتهم و لانتقاداتهم وأفكارهم ، ..بسيط جدا بساطة المواطن الجزائري التي فرضتها أبجديات العيش في الجزائر وأفقدت توازنها هزات ما حدث في سنين الجمر ، متفهم لشخصية الجزائري التي يراها مهزوزة و غاضبة لكنه يتعامل معها بنوع من الاحترافية والإنسانية ..باختصار هي معالم لشخصية كبيرة في عالم التدوين الجزائري اسمها " توفيق تلمساني ".

كان من المفروض عند الكتابة عنه أن نأخذ إذنا أو نستمع له في حوار طويل لكن معرفتنا لتوفيق تركتنا نكتب عنه دون أن نحتاج الى بروتوكولات الحوار بالنظر الى معرفتي له و المواقع الكثيرة التي كان لها شرف الحوار معه ، وكان يكفي أن ندخل مرصد التدوين العربي والجزائري كي نأخذ معالم شخصية توفيق ونرسم ملامحها و نتذكر مادار بيننا في عشرات المكالمات والجلسات الفايسبوكية في مواقف وقفها معي كي ننسخ أرائه و موضوعيته ورؤيته لعالم التدوين .

يقول توفيق في حوارات سابقة مع مواقع الكترونية أن اسم توفيق التلمساني.هو إسم عرف به بين المدونين لكن إسمه الحقيقي هو قويدر أوهيب، يضيف ،في محاولة تعريف نفسه " أنا جزائري من ولاية تلمسان ، و بالضبط من مدينة أولاد ميمون .متزوج و أب لطفلة . مهنتي تاجر،"
أما عن مجموعة و مرصد التدوين الذي يعتبر ارشيفا حقيقيا للتدوين في الجزائر فهدفها حسب توفيق السعي من خلالها للترويج للتدوين في الجزائر .و يضيف " لأني أحببت التدوين كثيرا و لأنه يعد متنفسي الثقافي الوحيد أريد أن أتعامل معه هنا بنوع من التخصص..أتفرغ له رغبة في تعلم أبجدياته و الإحاطة بأبعاده و أعترف بأني مارست هذه الهواية في البداية بدون خبرة مسبقة، لمجرد أني أردت أن أواكب الموجة ،لكن ما يشجعني أكثر على مواصلة رحلتي هو أني بعد أن غصت في هذا العالم و أحسست بأهميته و بخطورة الدور الذي من الممكن أن يؤديه شعرت برغبة في أن أعيد دراسته من الصفر. " و عن دوره في المجموعة يؤكد صاحب التجربة الكبيرة في التدوين "دوري في هذه المجموعة يتوقف عند حد مراقبة النصوص التي يتم نشرها لمنع استغلالها في نشر صور إباحية أو التهجم بالسب أو القذف ضد الأشخاص أو اتخاذها كوسيلة للدعاية ذات البعد التجاري"

توفيق والتدوين

أردت أن أبدع في تعريف توفيق تلمساني فوجدت نفسي عاجزا على وضع تعريف له و وجدت نفسي محرجا ان أطلب منه حوارا لأسباب كثيرة أولها أني لا استطيع محاورة شخص فايسبوكيا ولا هاتفيا لأن توفيق يحتاج حوار ليومين او ثلاث و لا تكفي مساحة مجانية محصورة لنشر ما سيجمعني به فتطفلت على مدونته لأترك له مجال التعريف بنفسه  و  تجربته في عالم النت والتدوين بداية من محله التجاري و هو الذي يشتغل تاجرا ليس دكنورا ولا صحفيا كبيرا ، لكنه يحمل فكرا كبيرا وطموحا أكبر و انسانا رائعا.

يقول تلمساني في التعريف عن نفسه وتجربته "أنا متواجد في دنيا الإنترنت منذ ثلاث سنوات تقريبا.في البداية و بالإضافة لرغبتي الجامحة في اكتشاف هذا العالم العجيب الذي طالما سمعت عنه و انبهرت به ، كان هدفي الأول هو البحث عن المواقع التي تعينني على غربلة مجموعة الأفكار التي تشغلني..كنت أفعل ذلك بالتفاعل المباشر مع الأشخاص أو عن طريق مطالعة النصوص المنشورة في المواقع ، و شيئا فشيئا وجدت ضالتي في عالم التدوين.

كمدون شعرت من البداية بأهمية أن أحدد غايتي من اشتغالي بهذا الميدان و أظن أني لم أجد مشكلا في ضبط هذه النقطة :
أنا أسعى كي ألبي جاجتي كشخص في نشاط ثقافي إنساني أمارسه بالتوازي مع نشاطي المهني و انشغالي بأهلي، ثم في نفس الوقت أحاول أن أخدم قناعتي بأهمية المشاركة في دفع مسار حرية التعبير في وطني الجزائر و في كافة الدول العربية لإيماني الشديد بوحدة مصيرنا كأمة.بالنسبة لهذه النقطة الأخيرة و نظرا لكون جل المطالبين بمبدأ حرية التعبير في عالمنا العربي ، إنما نجدهم يصطفون ضمن أحد الأحزاب أو الجماعات المعارضة التي تسعى للوصول إلى الحكم ، نظرا لذلك أرى أنه من واجبي أن أوضح موقفي من هذه النقطة.

أنا لست مؤمن بأن وصول جماعات أو أحزاب المعارضة إلى السلطة سيحل مشاكلنا المتراكمة ،فتحقيق هذه النتيجة إذا ما افترضنا أن المنادين بها يسعون فعلا لخدمة أوطانهم فذلك يعني أنهم يستندون على قواعد شعبية تتوفر على حد أدنى من الوعي و من القدرة على الفعل السياسي الميداني السلمي و هو الأمر الذي بت متيقن من عدم توفره لدى شعوب دولنا العربية.
لذلك فالنضال من أجل تكريس مبدأ حرية التعبير هو حسب قناعتي الشخصية أقصى ما يمكننا المطالبة به في الوقت الراهن ،
ثم لتختر أجيالنا القادمة إذا ما توفرت لها درجة من الوعي و من القدرة على الفعل الحضاري ، لتختر حينها كيف تقرر مصيرها بنفسها.لكن هذا الرأي لست ألزم به إلا نفسي بل أجدني أحرص على متابعة كل الأفكار و مختلف الحساسيات التي يشهدها عالم التدوين بغض النظر عن اتفاقي مع أصحابها من عدمه."

مجموعة من أجل الجزائر

أجل رأي لا يلزمه الا هو لأنه يرى أن الرأي حرية و أن التعصب لفرض الرأي جريمة في حق حرية التعبير وتقبل الآخر و هنا تكمن تجربة وموضوعية توفيق التي لا يمتلكها السياسي والدكتور وكبار الصحفيين ، من هنا و من منطلق حريته وارائه واستماعه للآخر انبثقت فكرة من أجل الجزائر التي أنشأها صفحة في الفايس بوك ويقول في افتتاحيتها " المجموعة انطلقت بهذا النص القصير : حراك بالحجم الذي يعرفه الوطن العربي لا يجوز لنا كجزائريين أن ندعه يذهب دون أن نستغله في تحقيق واحد من أهم المكاسب التي يمكننا أن نتطلع إليها كأمة.و هدفها الإستعداد للتعايش مع بعضنا رغم اختلافاتنا الفكرية و السياسية .ألا توافقوني بأنه يعد من أهم المكاسب التي يمكننا أن نتطلع إليها ؟ الا يمكن لهذا المبدأ إذا ما تبنيناه بوعي و صدق أن يمكننا من تحقيق المعجزات ؟

و يضيف توفيق "على ذكر الأحداث التي تعرفها بعض دول عالمنا العربي أشير إلى أني لست أدعوكم للتظاهر من أجل إسقاط النظام في الجزائر فهذا موضوع يملك كل واحد منكم كامل الحرية في تحديد موقفه منه و هو موضوع خصص له عدد كبير من المجموعات و لكني أدعوكم للإنتباه لأهمية التوقيع على عقد عيشنا المشترك كجزائريين ، لأن هذا المفروض يسبق أي نشاط يمكننا أن نبادر به من أجل خدمة بلدنا ."

الحديث عن توفيق له مساحات كبيرة أردنا أن نوجز قدر المستطاع في قسم عين على مدون ..الى اللقاء آخر.

خالد بشار وليد

هناك 8 تعليقات:

  1. لقد أخجلتني يا خالد .أسأل الله أن أكون في مستوى الكلام الكبير الذي كتبته عني.
    شكرا على اللفتة الطيبة.

    ردحذف
  2. توفيق صديق وأخ تدويني منذ البداية، لقد اخجلته ولكنه يستحق هذا الكلام فعلا، توفيق أنموذج للرأي المنفتح لصدر وقلب وعقل يسع الجميع، هي شهادة حق وليس مجاملة.
    حفظ الله توفيق
    طبعا لو أردت التعليق على شخص وفكر توفيق فيلزمني مقالة كالتي كتبتها أو اكثر واتركها لفرصة اخرى.
    شكرا لك أيضا خالد

    ردحذف
  3. توفيق صديق وأخ تدويني منذ البداية، لقد اخجلته ولكنه يستحق هذا الكلام فعلا، توفيق أنموذج للرأي المنفتح لصدر وقلب وعقل يسع الجميع، هي شهادة حق وليس مجاملة.
    حفظ الله توفيق
    طبعا لو أردت التعليق على شخص وفكر توفيق فيلزمني مقالة كالتي كتبتها أو اكثر واتركها لفرصة اخرى.
    شكرا لك أيضا خالد
    عبد الحق هقي

    ردحذف
  4. السلام عليكم
    حياكم الله على هذه الاستضافة القيمة ولانشهد الا بما شهدنا , وحقا الاخ توفيق يمثل واقع التدوين بالجزائر ويجسد الصورة الطيبة للتدوين والحراك الثقافي بالجزائر , وهو نمودج نرجو ان ينتبه له الإخوة والأخوات

    الرفيق حاج سليمان

    ردحذف
  5. السلام عليكم
    استاذ توفيق التلمسانى من اكتر المدونين على الاطلاق يعمل فى صمت وجدية
    وفى قلبه يحمل هموم وطن ويتمنى رقيه والوصول به لاعلى المراتب

    شكرا على الاستضافة الراقية لاستاذنا العزيز
    امنياتى الطيبة للجميع

    ردحذف
  6. والله في الحقيقة أخاف أن أعقب على كلامك أخ بشار لأنه لن أصل إلى تعريفك للأخ توفيق ولا لمقام الأخ توفيق الكبير والمتميز .

    ردحذف
  7. السلام عليكم و رحمة الله
    بارك الله فيك على هذا المقال الذي لم يعطي الاخ توفيق كامل الحق في الوصف
    فعلا هو رجل يقتدا به و كان لي الشرف ان التقيته هنا في مرسى بن مهيدي و فعلا كان يوم لن انساه و اتمنا ان يتكرر في اقرب الاجال و اتمنا ان تنجح اخي توفيق في ما ترمو اله
    تحياتي لك اخي توفيق

    ردحذف